في عالم المشاهير المليء بالأضواء والعلاقات العابرة، تبرز بعض القصص التي تجمع بين التحول الشخصي والتجربة الإنسانية العميقة من بين هذه القصص، تبرز حكاية عارضة الأزياء الأمريكية جوردان أوزونا، التي انتقلت من حياة بعيدة تمامًا عن الدين إلى قرار كبير بتغيير معتقدها الروحي، بعد ارتباطها بلاعب كرة القدم الفرنسي كريم بنزيما.

 

أوزونا من عروض الأزياء إلى اعتناق الإسلام بتأثير بنزيما

جوردان أوزونا، صاحبة الأربعة وثلاثين عامًا، بدأت مسيرتها في عالم الموضة وعروض الأزياء في الولايات المتحدة، ولفتت الأنظار بجمالها وأناقتها لم تكن كرة القدم ضمن اهتماماتها، ولم تكن تعرف أسماء اللاعبين الكبار أو تفاصيل اللعبة، حسب ما صرحت به لصحيفة "إل موندو" الفرنسية. لكنها وجدت نفسها فجأة على مقربة من واحد من أبرز نجوم اللعبة، اللاعب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية كريم بنزيما، مهاجم نادي ريال مدريد السابق.

 

قالت أوزونا في حديثها مع الصحيفة: "لم أكن أعرف الكثير عن كرة القدم، ولم أكن أدرك أن بنزيما نجم كبير. لكنه كان مختلفًا منذ أول لقاء بيننا، ضحكنا كثيرًا، وكان شخصًا رائعًا بحق أصبح صديقي المفضل بلا شك"وعلى إثر هذه العلاقة، قررت أوزونا الانتقال إلى العاصمة الإسبانية مدريد لتكون أقرب إلى بنزيما، في خطوة تشير إلى مدى قوة العلاقة التي جمعتهما في تلك الفترة.

 

لكن التحول الأكبر في حياة أوزونا لم يكن الانتقال الجغرافي أو التعرف على حياة بنزيما، بل كان التحول الروحي العميق الذي عاشته خلال تلك الفترة. ففي عام 2022، أعلنت أوزونا اعتناقها الإسلام، بعد شهور قليلة من علاقتها مع النجم الفرنسي وأوضحت أنها لم تتخذ القرار بدافع العلاقة فقط، بل خاضت تجربة شخصية وروحية دفعتها إلى هذا الطريق.

 

تقول أوزونا: "ذهبت إلى أحد المساجد في مدريد، وسمعت القرآن الكريم يتلى. تأثرت بشدة، وبكيت كالأطفال. كان الأمر عاطفيًا للغاية" وأشارت إلى أنها لم تعتمد فقط على المشاعر في اتخاذ القرار، بل قرأت كثيرًا عن الدين الإسلامي، ووجدت فيه ما لمسته من معنى وجمال.

 

وأضافت: "قرأت القرآن في رمضان، وكان يبكيني كما قرأت كتابًا اسمه (الطريق المقدس إلى الإسلام)، وهو يحكي قصة شخص اعتنق الإسلام حديثًا، وقد لامس قلبي بشكل عميق".

 

رغم التقارب الشديد بين أوزونا وبنزيما في البداية، والتأثير الواضح الذي تركه على حياتها، إلا أن العلاقة لم تدم طويلًا فقد أشارت تقارير صحفية لاحقة إلى انفصال الطرفين، بل إن بنزيما قام بحظر أوزونا من متابعته على وسائل التواصل الاجتماعي، في خطوة تشير إلى انتهاء العلاقة تمامًا.

 

هذا الانفصال لم يؤثر، على ما يبدو، على قرار أوزونا الديني، إذ لم تُبدِ أي تراجع أو شك في ما اختارته. بل أكدت أنها اختارت الإسلام عن اقتناع شخصي، بعد قراءة وتأمل وتجربة عاطفية وروحية عميقة.

 

قصة مختلفة وسط عالم الصخب

ما يجعل قصة أوزونا مختلفة عن كثير من القصص التي تدور في أوساط المشاهير، هو أنها لم تكن مجرد قصة حب تنتهي بفراق، بل كانت تجربة تحوُّل نفسي وفكري

دخول الإسلام لم يكن مجرد انعكاس لعلاقة عاطفية عابرة، بل نتيجة بحث داخلي ورغبة في الاقتراب من معنى روحي مختلف.

 

في عالم يبدو فيه الدين مسألة خاصة ونادرة في حياة المشاهير، تبرز تجربة أوزونا كواحدة من القصص التي تذكرنا بأن الإنسان، مهما بلغ من الشهرة أو عاش في أوساط الأضواء، قد يحمل داخله أسئلة أعمق لا يجيب عنها إلا الإيمان والاقتناع الشخصي.

 

ردود الأفعال والانطباعات

لم تُعلن أوزونا كثيرًا عن تفاصيل اعتناقها الإسلام بعد الانفصال، ولم تشارك بكثرة عن حياتها الدينية على وسائل التواصل، وهو ما يدل على أنها ربما تعيش التجربة بشكل شخصي أكثر من كونها استعراضية.

 

ومع ذلك، فقد حازت تصريحاتها على اهتمام إعلامي واسع، خصوصًا في الأوساط الإسلامية، حيث رأى البعض فيها نموذجًا لحسن الخلق والتأثير غير المباشر للدين في حياة غير المسلمين.

 

قصة جوردان أوزونا تفتح بابًا للتفكير في كيفية تأثر الناس بالأشخاص الذين يقابلونهم، لا على مستوى العلاقات فقط، بل على مستوى المبادئ والإيمان وبينما تتقاطع الشهرة مع الدين في حياة البعض، تظل القصص الصادقة والمبنية على البحث الحقيقي نادرة وملهمة، كما في هذه الحالة التي لم تنتهِ فقط بانفصال عاطفي، بل بدأت بتحول روحي قد يكون هو الأعمق في حياة صاحبتها.