في مايو 2024، كان معين الشعباني قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مجد جديد في مسيرته التدريبية، لكنه خرج خاسرًا من نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية أمام الزمالك المصري لم تكن تلك الهزيمة نهاية المطاف، بل كانت بداية انتفاضة جديدة لمدرب اعتاد الوقوف في المباريات النهائية، والعودة من الهزائم بقوة أكبر.

 

وبعد أقل من عام، وفي مايو 2025، عاد الشعباني ليكتب فصلًا جديدًا من التتويج، وهذه المرة مع نهضة بركان المغربي، حيث قاده إلى التتويج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية 2025، في مشهد أكد أن هذا المدرب التونسي يملك "جينات النهائيات" بامتياز.

 

نهضة بركان، تحت قيادة الشعباني، حسم اللقب بعد التعادل (1-1) أمام سيمبا التنزاني في مباراة الإياب، مستفيدًا من فوزه ذهابًا بنتيجة (2-0).


اللقب هو الثالث في تاريخ النادي البركاني، لكن ما جعله استثنائيًا هو الطريقة التي أُنجز بها: مسيرة استثنائية من 14 مباراة، 11 فوزًا، تعادلان، وهزيمة وحيدة.

 

المدرب التونسي، الذي لم يمضِ على توليه القيادة الفنية للفريق سوى 4 أشهر عند بلوغ نهائي 2024، حافظ على استقراره مع الفريق، وتمسك بأمل العودة، وكان له ما أراد بعد عام من الإخفاق، ليعيد نهضة بركان إلى منصة التتويج القارية.

 

من لا يعرف معين الشعباني كمدرب ناجح، ربما لا يتذكره كلاعب، رغم أنه كان قائدًا للترجي في مركز قلب الدفاع. أنهى مسيرته الكروية في 2013، ودخل مجال التدريب من بوابة نادي حمام الأنف كمساعد مدرب، ليمر بعدها بمحطات تدريجية حتى أصبح المدرب الأول للترجي في 2018.

 

ورغم حداثة عهده وقتها، قاد الفريق إلى ريمونتادا تاريخية أمام الأهلي المصري في نهائي دوري أبطال إفريقيا، بعدما خسر ذهابًا 3-1، ليحقق فوزًا ساحقًا في الإياب بنتيجة 3-0، ويفوز باللقب القاري الثالث في تاريخ النادي، والأول له كمدرب.

 

ولم يكتفِ بذلك، بل كرر الإنجاز في العام التالي (2019)، بعد تتويج مثير باللقب أمام الوداد المغربي، في نهائي مثير للجدل، ليصبح أول مدرب عربي يتوج بلقب دوري الأبطال مرتين متتاليتين.

 

مع الترجي، خاض الشعباني أربع نهائيات إفريقية:

  • لقبان لدوري أبطال إفريقيا (2018، 2019)
  • خسارتان في كأس السوبر الإفريقي (أمام الرجاء 2018، وأمام الزمالك 2019)

 

ورغم فترته القصيرة في مصر، مع فريقي سيراميكا كليوباترا والمصري البورسعيدي، إلا أن محطته الأهم جاءت في المغرب، مع نهضة بركان، حيث وجد بيئة مستقرة، ومنظومة تدعمه وتمنحه المساحة للنجاح.

 

في 2018، اختير الشعباني ضمن أفضل 10 مدربين في العالم، واحتل المركز الثالث في إفريقيا خلف هيرفي رينارد وأليو سيسيه، وهي شهادة كبيرة في حق مدرب ما زال شابًا على الساحة التدريبية.

 

كما توج مع الترجي بثلاثة ألقاب دوري تونسي، والآن يكمل مع بركان ثنائية الدوري المغربي 2024-2025 وكأس الكونفدرالية، في انتظار فرصة لتحقيق ثلاثية تاريخية، عندما يواجه كوكب مراكش في كأس العرش.

 

في خطوة فاجأت الجميع، رفض معين الشعباني عرضًا لتدريب المنتخب التونسي في فبراير 2025، وفضّل مواصلة مشروعه مع نهضة بركان قرار وصفه البعض بالمغامرة، لكنه أثبت مع مرور الوقت أنه كان صائبًا، بعدما قاد الفريق إلى لقبين في موسم واحد، وجعله منافسًا محتملًا على السوبر الإفريقي 2026.

 

بفضل استقراره ونجاحه التكتيكي، ينتظر أن يخوض الشعباني مواجهة السوبر الإفريقي المقبلة ضد بطل دوري أبطال إفريقيا، وهي فرصة لتعزيز سجله القاري بلقب ثالث من بطولة مختلفة.

 

وفي حال مواصلة النتائج على هذا النحو، فإن الشعباني قد يرسّخ مكانته كأحد أنجح المدربين العرب والأفارقة في القرن الحالي، ويصبح مرشحًا جادًا لتولي مسؤولية تدريب منتخبات كبرى، أو أندية قارية عريقة.