بعد وداع مؤثر لكل من المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي والنجم الأسطوري لوكا مودريتش، يدخل ريال مدريد مرحلة جديدة بقيادة تشابي ألونسو، الذي تم تقديمه رسميًا مدربًا للفريق، اليوم الإثنين، ليبدأ معه مشروعًا طموحًا، وصف بأنه يحمل مزيجًا من التحدي والتجديد والضغط الفوري.

 

الصحافة الإسبانية، وعلى رأسها صحيفة "آس"، سلطت الضوء على سبعة ملفات عاجلة تنتظر المدرب الباسكي مع بداية ولايته الفنية، والتي سيبنى عليها نجاح أو فشل مشروعه المرتقب مع "الميرينغي".

 

  1. ترميم الدفاع في وقت قياسي

واحد من أبرز التحديات المباشرة أمام تشابي هو إعادة بناء الخط الخلفي بعد موسم شهد هشاشة دفاعية واضحة، ينتظر أن يعتمد المدرب على ثلاث صفقات جديدة، اثنتان منها تم حسمهما (ألكسندر-أرنولد ودين هويسن)، فيما لا يزال التعاقد مع الظهير الأيسر كاريراس في طور التفاوض مع بنفيكا.

 

ورغم أن ألونسو يعرف بفلسفته الهجومية، فإن إصلاح الدفاع سيكون حجر أساس مشروعه، خصوصًا مع اقتراب أول اختبار حقيقي: كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.

 

2. بداية بنكهة عالمية... ولا وقت للتجريب

بعيدًا عن المهلة التقليدية للمدربين الجدد، سيجد تشابي نفسه في منافسة رسمية فورية، إذ سيقود الفريق في كأس العالم للأندية 2025، التي تمثل أولوية كبيرة لإدارة النادي، من الناحيتين الرياضية والمالية، إذ تقدر العوائد المتوقعة بأكثر من 100 مليون يورو.

 

نجاح تشابي في هذه البطولة سيعطيه دفعة قوية، بينما الفشل قد يدخل مشروعه في دوامة من الشكوك منذ البداية.

 

3. تعويض مودريتش... المهمة الأصعب في "غرفة العمليات"

مع رحيل لوكا مودريتش، يتوجب على تشابي إيجاد "مودريتش الجديد" الإدارة تراهن على أسماء شابة موجودة بالفعل، أبرزها أردا غولر، الذي تحول إلى لاعب وسط هجومي بإجماع فني، وكامافينغا الذي يُنتظر أن يتحول إلى لاعب أكثر نضجًا.

 

لكن الضغط سيكون كبيرًا على تشابي لإعادة تنظيم وسط الملعب دون الركون فقط إلى الأسماء، بل من خلال توازن تكتيكي يُعيد هيبة الخط الذي طالما كان محور تفوق الريال.

 

4. التوقيع مع "لاعب المحور"… حجر الفلسفة

رغم الزخم الشبابي في وسط ريال مدريد، تؤمن الإدارة الفنية بضرورة ضم لاعب وسط متكامل يمكنه ربط الخطوط، وضبط الإيقاع، ومنح الفريق شخصية في المباريات الكبرى.

 

المطلوب لاعب بهيبة وذكاء ميداني، وكان مارتن زوبيميندي الخيار المثالي، لكن الصفقة أصبحت معقدة أما فلوريان فيرتز، فهو موهبة مختلفة، ومطلوبة من عدة أندية، ما يجعل نجاح تشابي في هذا الملف اختبارًا مبكرًا لقدراته كمدير مشروع لا مجرد مدرب على الخط.

 

5. تناغم مبابي وفينيسيوس... شراكة أم صراع صامت؟

رغم تسجيلهما 64 هدفًا معًا هذا الموسم، إلا أن الشراكة بين مبابي وفينيسيوس لم تصل بعد إلى درجة الانسجام الكامل. والسبب؟ تقاطعات في الأدوار، تضارب في المساحات، وربما غموض في "من القائد؟".

 

على تشابي أن يعيد ضبط المنظومة الهجومية، ويخلق تسلسلًا هرميًا صحيًا داخل غرفة الملابس، تضمن الانسجام لا التنافس السلبي، وتحوّل الثنائي إلى قوة هجومية متكاملة.

 

6. رودريغو… إعادة تأهيل أم بيع؟

قضية النجم البرازيلي رودريغو تعد من الملفات الحساسة، فهو لاعب يمتلك قدرات هائلة، لكن مركزه غير واضح ضمن خطة اللعب الحالية.

 

أمام تشابي خياران:

  • إما تفعيل دوره كلاعب جناح حر أو مهاجم ثالث في منظومة هجومية متغيرة،
  • أو استخدامه كورقة اقتصادية لتمويل صفقة مستقبلية (مثل التعاقد مع فرانكوا مستانتوونو من ريفر بليت).
  • قرار المدرب هنا لن يكون تكتيكيًا فقط، بل استراتيجيًا أيضًا.

7. لا فابريكا... الأكاديمية ليست خيارًا بل التزامًا

واحدة من أبرز نقاط ضعف أنشيلوتي كانت إهماله لأكاديمية "لا فابريكا"، رغم ما تحتويه من مواهب.

 

تشابي ألونسو، الذي بدأ مسيرته التدريبية في فرق الناشئين بالريال، ينتظر أن يكون مختلفًا أسماء مثل جاكوبو رامون، غونزالو، جوان مارتينيث، وفورتيا تطرق باب الفريق الأول بقوة، وعلى ألونسو أن يمنحهم الفرصة، لا سيما في مباريات أقل ضغطًا، لتكوين قاعدة محلية مستدامة تدعم المشروع الكبير.