في حادثة مؤلمة هزت الشارع الأسترالي وأثارت موجة من الحزن والذهول، قتلت الطفلة صوفيا، البالغة من العمر ثلاث سنوات، على يد والدتها لورين إنغريد فلانجان، 32 عامًا، في منزل العائلة الواقع بولاية كوينزلاند الأسترالية؛ الجريمة التي وصفت بـ"الصادمة"، وقعت وسط حي سكني هادئ، حيث اعتادت الأسرة أن تعيش حياة تبدو طبيعية في ظاهرها.

 

جريمة تهز أستراليا.. أم تقتل طفلتها في كوينزلاند والتحقيقات مستمرة لكشف الدوافع

تلقت خدمات الطوارئ عدة بلاغات من جيران أعربوا عن قلقهم الشديد بعد سماعهم أصواتاً مقلقة صادرة من منزل العائلة وعند وصولهم إلى الموقع، وجدوا الطفلة صوفيا فاقدة للوعي ومصابة بجروح متعددة، وقد تم إعلان وفاتها في مكان الحادث رغم محاولات الإسعاف الأولية.

 

الشرطة الأسترالية التي باشرت تحقيقاتها فورًا، عثرت على سلاح أبيض في المنزل، ويعتقد أنه أُستخدم في تنفيذ الجريمة وتم القبض على الأم لورين فلانجان فورًا في موقع الجريمة، حيث وُجّهت لها تهمة القتل، بينما تم وضع طفلين آخرين، يبلغان من العمر سنة وسنتين، كانا في المنزل أثناء وقوع الحادثة، في رعاية بديلة حفاظًا على سلامتهما.

 

صدمة المجتمع المحلي

المأساة تركت أثراً بالغاً في نفوس السكان المحليين ففي وقت قصير، تجمع أكثر من ثلاثين شخصًا من الجيران أمام المنزل، بعضهم في حالة ذهول، والبعض الآخر لم يتمالك دموعه، حيث تم رصد أحد الرجال وهو ينهار باكياً على الأرض، يركع على يديه وركبتيه، في مشهد عبر عن مدى الألم الجماعي الذي خلفته الحادثة.

 

أحد الجيران وصف الأسرة بأنها كانت "هادئة ومنغلقة على نفسها"، بينما أشار آخرون إلى أن فلانجان كانت تعرف بنشاطها الديني داخل الكنيسة المحلية، وكثيراً ما كانت تشارك منشورات ذات طابع روحي وديني عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

خلفيات الأم والسؤال الكبير: لماذا؟

لورين فلانجان بحسب ما أكد جيرانها، كانت تُظهر حباً واضحاً لأطفالها في سبتمبر الماضي، نشرت صورًا لابنتها الضحية وهي ترتدي فستانًا ورديًا، وكتبت تعليقًا تعبّر فيه عن مدى حبها لها.

 

هذا التناقض بين صورة الأم المحبة، والجريمة المروعة التي ارتكبتها، يثير علامات استفهام كبيرة حول حالتها النفسية والدوافع التي قد تكون دفعتها لارتكاب هذا الفعل.

 

حتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي يوضح الدافع وراء الجريمة وتواصل الشرطة تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث، بما في ذلك فحص الخلفية النفسية والاجتماعية للأم، ودراسة أي عوامل محتملة كالاكتئاب أو الضغوط الأسرية.

 

الانعكاسات القانونية والاجتماعية

وجهت السلطات المختصة تهمة القتل رسميًا إلى فلانجان، ومن المتوقع أن تُعرض على المحكمة خلال الأيام المقبلة وستتضمن القضية تقييمًا لحالتها العقلية في لحظة ارتكاب الجريمة، وهو عامل قد يؤثر على مسار المحاكمة، خاصة في حال ثبوت معاناتها من اضطرابات نفسية.

 

من الناحية الاجتماعية، تفتح هذه الجريمة نقاشًا أوسع حول الصحة النفسية للأمهات، والضغوط الهائلة التي قد تواجهها النساء في رعاية الأطفال، خصوصًا في البيئات التي تفتقر للدعم الأسري أو المجتمعي الكافي.

 

رغم قسوة الواقعة، فإن الجريمة لا تزال تفتقر لتفسير واضح أو دافع مباشر المجتمع الأسترالي، المعروف بانفتاحه ونظامه الاجتماعي المتوازن، يقف اليوم أمام مرآة قاسية تعكس هشاشة النفس البشرية، حتى في أكثر البيئات استقرارًا.

 

فاجعة مقتل صوفيا تذكير مؤلم بأن وراء الأبواب المغلقة قد تختبئ قصص مأساوية، وأن علامات الألم أو الاضطراب لا تكون ظاهرة دائمًا وبينما تنتظر عائلة الضحية، والمجتمع بأسره، إجابات من التحقيقات الجارية، يبقى الأمل أن تتحول هذه الحادثة إلى جرس إنذار لتعزيز ثقافة الدعم النفسي، والرعاية الوقائية للأمهات والعائلات في كل المجتمعات.