في مشهد غريب يجمع بين عالم الموسيقى والمحاكم، أثارت تصريحات أدلت بها مساعدة سابقة للموسيقي الأمريكي شون كومبس، المعروف بـ"ديدي"، جدلًا واسعًا على وسائل الإعلام ومواقع التواصل، بعدما زعم أن ديدي عبر عن رغبته في إيذاء مغني الراب الشهير "50 سنت"، وهو ما قابله الأخير برد ساخر كعادته، أعاد إشعال السجال القديم بينهما.

 

"50 سنت" يسخر من اتهامات ديدي: "سأختبئ في المباراة الليلة!"

التصريحات التي أشعلت الجدل جاءت من كابريكورن كلارك، التي عملت مساعدة شخصية لديدي بين عامي 2004 و2006، وقد أدلت بشهادتها أمام المحكمة ضمن القضايا التي يُحاكم فيها كومبس حاليًا، مشيرة إلى أنه قال ذات مرة لمسؤول تنفيذي في شركة موسيقية:"لا أحب هذا الرجل... أنا أحب الأسلحة"، في إشارة إلى "50 سنت"، الخصم الفني التقليدي له في عالم الراب منذ أوائل الألفينات.

 

ورغم أن العلاقة بين ديدي و50 سنت لم تكن ودية على الإطلاق، فإن هذه الشهادة جاءت لتضيف بعدًا جديدًا أكثر خطورة، إذ ربطت تصريحات عدائية بتهم فيدرالية جنائية قائمة بالفعل ضد ديدي.

 

50 سنت يرد بسخرية وذكاء اصطناعي

وكما اعتاد جمهوره، لم يفوّت "50 سنت" الفرصة للرد، لكن بطريقته الخاصة الساخرة نشر عبر حسابه على إنستغرام عدة منشورات مستخدمًا صورًا مولدة بالذكاء الاصطناعي، يظهر فيها متظاهرًا بالخوف، وكتب:"يا إلهي، ديدي يريدني ميتًا... سأختبئ في مباراة الليلة"، ليضيف في منشور آخر:"بافي يحمل مسدسًا؟ لا أشعر بالأمان".

 

ردود 50 سنت الساخرة لاقت تفاعلًا ضخمًا على مواقع التواصل، حيث انقسم الجمهور بين من يرى الرد كوميديًا وذكيًا، ومن اعتبر أنه يسخر من اتهامات خطيرة لا ينبغي الاستهزاء بها، خاصة في ظل المسار القضائي المعقد الذي يواجهه ديدي حاليًا.

 

ديدي في قلب العاصفة القضائية

وتأتي هذه التصريحات الساخرة في وقت حرج بالنسبة لـديدي، الذي يواجه خمس تهم في ثلاث لوائح اتهام فيدرالية، تشمل:

  • الاتجار بالجنس
  • التآمر على الابتزاز
  • نقل أشخاص لأغراض الدعارة

وقد أجرت السلطات مداهمات موسعة على منزلي ديدي في ميامي ولوس أنجلوس، أسفرت عن ضبط أسلحة نارية وذخائر، بعضها تم التلاعب بأرقامها التسلسلية، ما يضعه أمام شبهات جنائية إضافية.

 

القضية بدأت في نوفمبر 2023، عندما رفعت مغنية سابقة دعوى تتهم ديدي بالإساءة الجسدية والنفسية، وتمت تسوية الدعوى خارج المحكمة بسرعة.

 

لكن سرعان ما تتابعت دعاوى قضائية من ضحايا آخرين خلال الأشهر التالية، زاعمين تعرضهم للاستغلال الجنسي والابتزاز ورغم نفي ديدي المستمر لكل الاتهامات، فإن الضغط القانوني والإعلامي يتصاعد بشكل يومي.

 

الرأي العام بين الدهشة والانقسام

في ظل هذا المشهد المتشابك، تشهد القضية تغطية إعلامية موسعة وتفاعلًا قويًا من الجمهور ونجوم الفن والموسيقى ولا يخفى أن العلاقة بين ديدي و50 سنت، بما فيها من صراعات سابقة وسجال علني، تزيد من حدة الاهتمام بالقضية.

 

وبينما يرى البعض أن منشورات 50 سنت تعكس حسًا ساخرًا يحاول به تخفيف التوتر، يرى آخرون أن استخدام الفكاهة في قضايا اعتداءات وجنائية بهذه الخطورة قد يُظهر استخفافًا بمعاناة الضحايا، وهو ما قد يفتح بابًا جديدًا للنقد في الوسط الفني.

 

النهاية مفتوحة.. والقضية مرشحة للتصاعد

مع استمرار المحاكمة وتوالي الشهادات، لا يبدو أن قضية ديدي ستنتهي قريبًا، خاصة مع ترقب الرأي العام لأي تطورات جديدة، سواء في الاتهامات الموجهة إليه أو ردود الأفعال التي تصدر من نجوم آخرين.

 

وفي الوقت الذي يواجه فيه ديدي أخطر لحظات حياته المهنية، يصر 50 سنت على تحويل اللحظة إلى مادة ساخرة على الإنترنت، مزجًا بين الترفيه والتعليق السياسي والفني بطريقته الخاصة.

 

لكن الأكيد أن هذه القضية، سواء انتهت بالإدانة أو البراءة، ستظل واحدة من أكثر اللحظات إرباكًا وإثارة في تاريخ الهيب هوب الأمريكي المعاصر.