شهد استاد القاهرة الدولي، مساء اليوم الأربعاء، ملحمة جماهيرية حمراء قبل انطلاق مواجهة الأهلي أمام فاركو، ضمن الجولة الثامنة من دورة التتويج بالدوري المصري الممتاز، في لقاء يُحتمل أن يكون بوابة التتويج الرسمي باللقب رقم 45 في تاريخ القلعة الحمراء.
احتشدت جماهير الأهلي بأعداد ضخمة، وامتلأت المدرجات بالرايات الحمراء والهتافات التي لم تهدأ، في أجواء أشبه بنهائي قاري، وسط مشاعر مختلطة من الترقب والحماس والفخر الجماهير لم تأتي فقط لتشجيع فريقها، بل أيضًا لتوديع اثنين من أبنائه الأوفياء: رامي ربيعة وحمزة علاء، اللذان يخوضان آخر مباراة لهما بقميص الفريق بعد انتهاء عقديهما.
ظهر التأثر واضحًا على وجهي اللاعبين، خاصة حمزة علاء، الذي لم يتمالك دموعه أثناء تحيته للجماهير، بينما حرص ربيعة على توجيه الشكر لهم وللإدارة ولزملائه، في مشهد لاقى تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتأكيدًا على العلاقة القوية التي تجمع بين لاعبي الأهلي وجماهيره الوفية.
وفي حال تحقيق الأهلي الفوز اليوم، سيُتوج رسميًا بطلاً للدوري، دون انتظار نتيجة مباراة بيراميدز وسيراميكا، حيث يتصدر الأهلي جدول الترتيب برصيد 55 نقطة، بفارق نقطتين عن بيراميدز. وتُقام المباريات في توقيت واحد لضمان العدالة في حسم اللقب.
يُذكر أن بطولة الدوري هذا الموسم تُقام بنظام استثنائي قسّم الفرق إلى مجموعتين بعد الدور الأول، الأولى للمنافسة على اللقب، والثانية للصراع على البقاء، مما أضفى مزيدًا من الإثارة والحسابات المعقدة على كل مباراة.
كما لم تغب عن المشهد الرسائل الجماهيرية الموجهة للاعبين والمدير الفني عماد النحاس، الذي نال تحية خاصة بعد أن نجح في إعادة الفريق للمنافسة في ظروف صعبة. المشجعون طالبوا اللاعبين بكتابة نهاية سعيدة لهذا الموسم المعقد، وعدم التفريط في اللقب الذي يبدو أقرب من أي وقت مضى.
ومع استمرار التشجيع والهتاف من المدرجات، تبقى جماهير الأهلي هي الوقود الحقيقي لانتصارات الفريق، والعنصر الأهم في الحفاظ على الشخصية البطولية للنادي عبر تاريخه.
في حال تتويج الأهلي الليلة، سيضيف الفريق بطولة الدوري رقم 45 إلى خزائنه، مُعززًا مكانته كأكثر الأندية تتويجًا بالبطولة في تاريخ الكرة المصرية. هذا التتويج لن يكون مجرد رقم جديد، بل يأتي بعد موسم استثنائي مليء بالتحديات الفنية والإدارية، وحسمه سيكون بمثابة رسالة قوية أن الأهلي لا يعرف الاستسلام، وأن شخصيته القوية تظل حاضرة مهما تبدلت الظروف.
ما يميز هذا الموسم تحديدًا، هو العودة القوية في الأمتار الأخيرة من البطولة، بعدما كانت حظوظ الفريق في التتويج شبه مستحيلة بسبب فارق النقاط مع بيراميدز. إلا أن سلسلة الانتصارات الأخيرة تحت قيادة عماد النحاس قلبت الموازين، وأعادت الفريق إلى صدارة المشهد بثقة كبيرة.