أضاف نادي تشيلسي الإنجليزي لقبًا جديدًا إلى خزائنه الأوروبية، بعد فوزه الكبير على ريال بيتيس الإسباني بنتيجة 4-1 في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، ليُتوج بلقبه الأول في هذه المسابقة، ويُصبح أول نادٍ في التاريخ يحقق الألقاب الخمسة الكبرى للأندية الأوروبية.
المباراة التي أقيمت على ملعب "مييسكي" في بولندا بدأت بأفضلية واضحة لريال بيتيس الذي استغل اندفاع تشيلسي المبكر، وسجل هدف التقدم في الدقيقة السابعة عن طريق المغربي عبد الصمد الزلزولي بعد اختراق من الجهة اليسرى وتسديدة قوية استقرت في شباك البلوز.
الشوط الأول انتهى بتقدم بيتيس، إلا أن تشيلسي عاد في الشوط الثاني بأسلوب هجومي منظم، فرض من خلاله سيطرته على مجريات اللقاء، وتمكن من تعديل النتيجة في الدقيقة 65 عبر إنزو فرنانديز الذي سجل برأسية مميزة بعد عرضية دقيقة من كول بالمر.
بعدها بخمس دقائق فقط، واصل تشيلسي الضغط واستطاع نيكولاس جاكسون أن يُحرز الهدف الثاني برأسية أخرى بعد تمريرة رائعة من المتألق بالمر، الذي قدّم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم.
وفي الدقيقة 83، جاء الدور على جيدون سانشو الذي أضاف الهدف الثالث من تسديدة قوية داخل منطقة الجزاء، مستغلًا حالة التراخي التي ظهر عليها لاعبو بيتيس.
وقبل أن يُطلق الحكم صافرة النهاية، اختتم مويسيس كايسيدو مهرجان الأهداف بهدف رابع في الدقيقة 90+1، ليُعلن تفوقًا صريحًا ومذهلًا لتشيلسي في ليلة أوروبية لا تنسى.
الانتصار حمل أكثر من مجرد لقب، إذ أصبح تشيلسي رسميًا أول فريق في تاريخ الكرة الأوروبية يُحقق جميع البطولات الخمس الكبرى على مستوى الأندية: دوري أبطال أوروبا (مرتين)، الدوري الأوروبي (مرتين)، كأس الكؤوس الأوروبية (مرتين)، كأس السوبر الأوروبي (مرتين)، وأخيرًا دوري المؤتمر الأوروبي إنجاز لم يسبقه إليه أي نادٍ، ووثّق مكانة "البلوز" كواحد من عمالقة القارة العجوز في العصر الحديث.
في المقابل، دخل ريال بيتيس تاريخ الكرة الإسبانية من الباب الخلفي، بعدما أصبح أول نادٍ إسباني يخسر نهائيًا أوروبيًا أمام نادٍ غير إسباني منذ خسارة فالنسيا أمام بايرن ميونيخ في نهائي دوري الأبطال عام 2001.
وبين 2001 و2025، حافظت الأندية الإسبانية على سجل مثالي في النهائيات الأوروبية بـ22 انتصارًا متتاليًا، قبل أن يوقف تشيلسي هذه السلسلة ويُنهي هيمنة استمرت لقرابة ربع قرن.
صفحة الدوري الإنجليزي الممتاز عبرت عن فخرها بإنجاز تشيلسي من خلال صورة مجمعة تُبرز كل الألقاب الأوروبية التي حققها النادي، في لحظة توثيق لتاريخ نادٍ لا يعرف المستحيل في القارة العجوز.
هزيمة بيتيس، رغم بدايتها الواعدة، أظهرت الفوارق الفنية والبدنية في النصف الثاني من اللقاء، حيث بدا الفريق الإسباني عاجزًا عن مجاراة نسق تشيلسي السريع وتنظيمه المحكم.
في المقابل، أثبت البلوز أن الخبرة، العمق التكتيكي، والروح التنافسية تصنع الفارق في المواعيد الكبرى.