يستعد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لقيادة منتخب بلاده في مواجهة من العيار الثقيل أمام نظيره الألماني، مساء اليوم الأربعاء، على ملعب "أليانز أرينا" بمدينة ميونيخ، ضمن منافسات الدور نصف النهائي لبطولة دوري الأمم الأوروبية وتُعد هذه المباراة واحدة من أبرز اللقاءات المنتظرة خلال فترة التوقف الدولي الجارية في شهر يونيو، نظراً للقيمة الفنية الكبيرة التي تمثلها والنجوم البارزين في صفوف كلا المنتخبين.

 

رونالدو يقود البرتغال في مواجهة ألمانيا بنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية

منذ انطلاق مسيرته الدولية في عام 2003، فرض كريستيانو رونالدو نفسه كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، ليس فقط على مستوى الأندية، بل أيضاً على صعيد المنتخبات الوطنية وقد تمكن نجم النصر السعودي حالياً من ترسيخ مكانته كأسطورة برتغالية خالدة، من خلال أرقامه القياسية المذهلة التي لا تزال تتوسع مع مرور السنوات.

 

خلال 21 عاماً من تمثيل منتخب بلاده، خاض رونالدو 219 مباراة دولية في مختلف البطولات، وتمكن من تسجيل 136 هدفاً، متربعاً بذلك على عرش الهدافين التاريخيين للمنتخب البرتغالي بفارق شاسع عن أقرب منافسيه ويُعد باوليتا أقرب الملاحقين له برصيد 47 هدفاً فقط، وهو ما يؤكد اتساع الفجوة بين رونالدو وباقي مهاجمي البرتغال السابقين.

 

كما قدم "الدون" 43 تمريرة حاسمة لزملائه، مما يعكس قدرته على صناعة اللعب إلى جانب تسجيل الأهداف. وبلغ إجمالي عدد دقائق مشاركاته الدولية 17,435 دقيقة، ما يبرهن على استمراريته في تمثيل بلاده بمستوى عالٍ طوال هذه المدة.

 

الأكثر تمثيلاً في تاريخ البرتغال

لا يتوقف تميز رونالدو عند التهديف فقط، بل يمتد إلى كونه اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ المنتخب البرتغالي فقد تجاوز عدد مشاركاته الدولي النجم المخضرم جواو موتينيو، الذي يحتل المركز الثاني برصيد 146 مباراة، كما تفوق أيضاً على المدافع بيبي، الذي يأتي ثالثاً برصيد 141 مباراة.

 

وتُعد هذه الأرقام شاهداً حياً على تفاني رونالدو والتزامه الدائم تجاه منتخب بلاده، رغم تقدمه في السن وتغيير وجهته الاحترافية في السنوات الأخيرة من أوروبا إلى الدوريات العربية.

 

مواجهة نارية أمام ألمانيا

يخوض منتخب البرتغال بقيادة مدربه روبيرتو مارتينيز مباراة نصف النهائي أمام منتخب ألمانيا، وهو يعلم جيداً أن الخصم ليس بالسهل، خاصة وأن اللقاء يُقام على الأراضي الألمانية في مدينة ميونيخ ويأمل المنتخب البرتغالي في مواصلة عروضه القوية بعد أداء مميز خلال التصفيات والمراحل السابقة من دوري الأمم الأوروبية.

 

من جانبه، يتطلع المنتخب الألماني بقيادة المدرب جوليان ناغلسمان إلى تقديم عرض قوي والتأهل إلى المباراة النهائية، في ظل تحضيراته المتقدمة لاستضافة بطولة أمم أوروبا "يورو 2024". وتُعد هذه المواجهة فرصة مثالية لاختبار الجاهزية قبل دخول غمار البطولة القارية الأهم في القارة العجوز.

 

النهائي وتحديد المركزين الثالث والرابع

من المقرر أن تُقام المباراة النهائية لدوري الأمم الأوروبية، بالإضافة إلى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، يوم السبت المقبل الموافق 8 يونيو، حيث تُقام المباراة النهائية في ميونيخ، فيما يُحتضن ملعب مدينة شتوتغارت المواجهة الأخرى.

 

ويأمل رونالدو وزملاؤه في بلوغ النهائي وتكرار إنجاز عام 2019، عندما توج المنتخب البرتغالي بلقب النسخة الأولى من البطولة على حساب منتخب هولندا وتُعد هذه النسخة من البطولة فرصة لإعادة التألق الأوروبي لكتيبة "برازيل أوروبا"، خاصة وأن الكثير من النجوم الجدد انضموا إلى صفوف المنتخب لتعزيز قوته.

 

رونالدو وعامل الخبرة

رغم بلوغه سن التاسعة والثلاثين، لا يزال رونالدو يمثل عنصر الخبرة والتوازن في المنتخب البرتغالي. ويُعول المدرب مارتينيز كثيراً على تأثيره في أرض الملعب، سواء من حيث التسجيل أو تحفيز زملائه من اللاعبين الأصغر سناً فرونالدو يُعتبر قدوة للأجيال الجديدة، ولا تزال حماسته في تمثيل بلاده تضاهي اللاعبين الشباب.

 

ويبدو أن انتقاله إلى نادي النصر السعودي لم يؤثر سلباً على مستواه الفني أو قدرته على اللعب في أعلى المستويات، بل ربما أعطاه فرصة للاستشفاء البدني والتركيز أكثر على فترات اللعب الدولي، وهو ما يظهر بوضوح من خلال أرقامه الحالية.

 

توقعات وآمال جماهيرية

تترقب الجماهير البرتغالية والعربية هذه المواجهة بفارغ الصبر، لا سيما في ظل وجود رونالدو ضمن التشكيلة الأساسية. ويأمل عشاقه أن يواصل كتابة التاريخ وأن يقود المنتخب إلى منصة التتويج الأوروبية مرة أخرى.

 

وفي المقابل، يرى بعض المحللين أن المنتخب الألماني قد يُشكل اختباراً صعباً للبرتغال، خاصة وأنه يلعب أمام جماهيره وعلى أرضه، مما يمنحه أفضلية نسبية من الناحية المعنوية.

 

وفي كل الأحوال، فإن المواجهة بين المنتخبين تعد من أكثر اللقاءات تشويقاً في روزنامة المباريات الدولية، وهي بلا شك ستُقدم مادة كروية دسمة لعشاق الساحرة المستديرة في جميع أنحاء العالم.


بغض النظر عن نتيجة اللقاء، فإن وجود لاعب بحجم كريستيانو رونالدو في هذه المرحلة المتقدمة من مسيرته الدولية يُعتبر إنجازاً في حد ذاته، ورسالة واضحة بأن العزيمة والانضباط يمكن أن يجعلاك في القمة لأطول فترة ممكنة.