أدانت الوكالة الذرية الإيرانية ما وصفته بالهجمات الأمريكية على ثلاث منشآت نووية رئيسية في البلاد، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، تعهدت الوكالة "بألا تتوقف أبدًا" عن برنامجها النووي، مؤكدة على أن هذه الهجمات لن تثنيها عن المضي قدمًا في تطوير هذه الصناعة الوطنية. وأفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) بأن هذه المواقع تعرضت "لهجوم وحشي" في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الرسمية الإيرانية. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، واحتمالية وجود تدخلات خارجية تهدف إلى تعطيل أو تدمير هذا البرنامج.

 

وصفت الوكالة الذرية الإيرانية الهجمات بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي، وخاصة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية"، مما يشير إلى أن إيران تعتبر هذه الهجمات بمثابة اعتداء على سيادتها وحقوقها المشروعة في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية. كما اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بالتواطؤ" في هذه الهجمات، مما يعكس فقدان الثقة في حيادية ومصداقية الوكالة في التعامل مع الملف النووي الإيراني. وحثت الوكالة المجتمع الدولي على دعم إيران وإدانة الهجمات الأمريكية، مطالبة بوقفة جادة ضد هذه الأعمال العدوانية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. إن اتهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالضلوع في هذه الهجمات يعكس مدى عمق الأزمة بين إيران والمجتمع الدولي، ويزيد من صعوبة التوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمة النووية.

 

أعلن الرئيس دونالد ترامب، وفقًا للتقارير، مساء السبت أن الولايات المتحدة قصفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، وهي فوردو وأصفهان ونطنز، معتبراً هذه المواقع "جوهر طموحات إيران النووية". ووصف الرئيس ترامب الضربات العسكرية الأمريكية على هذه المنشآت بأنها "نجاح عسكري باهر" في خطاب وطني ألقاه من قاعة كروس بالبيت الأبيض. وقال ترامب في أول تصريحات علنية له منذ تنفيذ الضربات "الليلة، أستطيع أن أبلغ العالم أن الضربات كانت نجاحاً عسكرياً باهراً، لقد دُمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران تماماً". هذه التصريحات، إذا صحت، تمثل تصعيدًا خطيرًا في التوتر بين البلدين، وتنذر بمزيد من التصعيد في المنطقة. ويؤكد ترامب على أن هذه الضربات تهدف إلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وحماية الأمن القومي الأمريكي وحلفائها في المنطقة.

 

كما حذّر ترامب من أن الولايات المتحدة قد تستهدف أهدافاً إضافية إذا لم تتوصل إيران إلى السلام، داعياً إلى حل دبلوماسي في أعقاب قراره بضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية يوم السبت. هذا التهديد يشير إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة العسكرية بشكل أكبر إذا لم تستجب إيران لمطالبها، وتؤكد على أنها لن تتسامح مع أي محاولة إيرانية للحصول على أسلحة نووية. ومع ذلك، فإن الدعوة إلى حل دبلوماسي تشير أيضًا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على التفاوض مع إيران، وأنها تسعى إلى إيجاد حل سلمي للأزمة النووية. يبقى أن نرى ما إذا كانت إيران ستستجيب لهذه الدعوة، وما إذا كانت الأطراف المعنية ستتمكن من التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

 

في الختام، فإن الهجمات المزعومة على المنشآت النووية الإيرانية، والرد الإيراني القوي عليها، يمثلان تطورًا خطيرًا في المنطقة. وتثير هذه الأحداث مخاوف جدية بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، والاستقرار الإقليمي، والعلاقات بين إيران والولايات المتحدة. من الضروري أن يتحلى المجتمع الدولي بضبط النفس، وأن يسعى إلى إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة النووية، لتجنب المزيد من التصعيد والعنف في المنطقة. إن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لحل هذه الأزمة، وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.