في الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة الحديث حول أزمة محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي وأحد أبرز رموز الكرة المصرية على مرّ التاريخ. وقد أثار التفاعل الجماهيري مع هذه الأزمة موجة واسعة من التعاطف والدعم، حيث عبّر الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم الكامل مع "بيبو"، مؤكدين أنه ليس مجرد رئيس نادٍ بل رمز وطني خالص.

ما هي حقيقة أزمة الخطيب

الجدل بدأ بعد تداول تصريحات إعلامية وبيانات رسمية تم تفسيرها من البعض على أنها استهداف مباشر لمحمود الخطيب، الأمر الذي أشعل فتيل الغضب لدى جماهير الأهلي، التي تعتبره خطًا أحمر، الجدل بدأ عندما نشر مصطفى القاضي تعليقًا مسيئًا عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، هاجم فيه محمود الخطيب على خلفية صفقة محتملة بضم أحمد زيزو إلى الأهلي. المنشور لقي استهجانًا واسعًا من جماهير الأهلي، التي رأت فيه تعديًا غير مقبول على رمز من رموز الكرة المصرية، وردت بحملة إلكترونية واسعة تطالب بمحاسبته، وتُجدد التأكيد على أن "الخطيب خط أحمر".

الدولة ليست ضد الخطيب

من المهم التأكيد على أن الدولة المصرية، ممثلة في قياداتها ومؤسساتها، تُقدّر الرموز الرياضية وتحترم تاريخهم. ومحمود الخطيب تحديدًا، يُعد أحد أبرز هذه الرموز، ليس فقط لما حققه داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا لما قدمه من نموذج إداري ناجح في قيادة النادي الأهلي. لم تصدر أي إشارات رسمية تُوحي بوجود نية لمضايقته أو عرقلته، وهو ما يؤكد أن ما يُثار على مواقع التواصل الاجتماعي يحتاج إلى التروّي والتحليل بعيدًا عن الانفعال.

يشار أن محمود الخطيب، المعروف بـ"بيبو"، أسطورة كروية مصرية وأفريقية وُلد في 30 أكتوبر 1954 بالدقهلية. تألق بموهبته وأخلاقه، وبدأ مسيرته في نادي النصر قبل أن ينتقل للأهلي عام 1972، حيث صنع تاريخه الحافل بالأهداف والبطولات وأصبح رمزًا رياضيًا محبوبًا.

جماهير الأهلي: "الخطيب أسطورة مصرية"

في المقابل، شهدت منصات التواصل حملات دعم قوية حملت عبارات مثل "الخطيب خط أحمر" و"الخطيب أسطورة مصرية". هذه الحملة العفوية تعكس مدى الحب والولاء الذي يحظى به الخطيب لدى جماهير الكرة، ليس فقط من جمهور الأهلي، بل من كل محب للرياضة المصرية. فاسم محمود الخطيب لا يُذكر إلا مقرونًا بالإنجازات، سواء كلاعب حصد البطولات أو كرئيس قاد الأهلي لتحقيق النجاحات على الصعيد المحلي والإفريقي.

الأزمات تمر، لكن الرموز تبقى. ومحمود الخطيب سيظل أيقونة رياضية في تاريخ مصر، يُحترم ويُقدَّر من الدولة ومن الجماهير على حد سواء. ومن الحكمة أن تُدار مثل هذه الملفات بحكمة وهدوء، بعيدًا عن محاولات التصعيد التي لا تخدم سوى من يسعون لإثارة الفتنة.