أعلنت شركة “إلى الفضاء” الإماراتية عن نجاح الإطلاق الأولي لرحلتها السياحية التجارية من مركز هزاع بن زايد للفضاء في أبوظبي، الرحلة التي استغرقت ما يقرب من ساعة كاملة شملت صعود المركبة إلى ارتفاع يتجاوز 100 كيلومتر مما مكن الركاب من مشاهدة كرة الأرض بالعين المجردة والتمتع بظاهرة انعدام الجاذبية.
تفاصيل الرحلة والمركبة
تعتمد الرحلة على مركبة فضائية مزودة بمحرك صاروخي هجين يمنحها القدرة على الصعود والعودة بأمان، تضم المقصورة ستة مقاعد فاخرة تطل من نوافذ مصممة خصيصًا لتحمل التغيرات الحرارية والضغط الجوي، وتم تجهيزها بأجهزة اتصال عالية الجودة تتيح للركاب نقل تجاربهم مباشرة إلى الأرض، كما تتضمن صناديق طوارئ وبدلات فضائية مصممة للتناسب مع جميع الأطوال والأوزان لضمان سلامة الجميع.
التدريب والإجراءات اللازمة
خضع الركاب لبرنامج تأهيل مكثف استمر ثلاثة أسابيع في مركز التدريب الذي تضمن محاكاة للجاذبية الصغرى وجلسات لياقة بدنية نفسية تحت إشراف أطباء متخصصين، وطلب من المسافرين اجتياز اختبارات طبية شاملة لضمان تحملهم للضغوط البدنية والنفسية أثناء الرحلة، بالإضافة إلى تدريبات على إجراءات الطوارئ وكيفية استخدام الأدوات القابلة للنفخ والحبال الآمنة.
تكلفة التذكرة وحجز المقاعد
تبدأ أسعار التذاكر من 250 ألف دولار أمريكي للفرد وتشمل جميع مصاريف التدريب والتنقل والإقامة الفندقية قبل وبعد الرحلة، ويتوفر نظام تقسيط طويل الأمد على مدار عامين دون فوائد، ويمكن للراغبين الحجز عبر الموقع الإلكتروني لشركة “إلى الفضاء” أو من خلال الفروع المعتمدة في دبي وأبوظبي، كما تضم القائمة الحالية أكثر من مئة اسم من عشاق الفضاء ورجال الأعمال.
الأثر الاقتصادي والسياحي
تُتوقع هذه الرحلة أن تعزز مكانة الإمارات كقوة فضائية عالمية وتساهم في تنمية قطاع السياحة الفضائية الذي يقدر بمليارات الدولارات بحلول نهاية العقد الجاري، كما ستفتح فرص شراكات جديدة في مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالإضافة إلى تحفيز الجامعات المحلية على إنشاء برامج متخصصة في علوم الفضاء وهندسة الصواريخ لتهيئة كوادر وطنية مؤهلة.
خطط مستقبلية للتوسع في الرحلات الفضائية
تسعى شركة "إلى الفضاء" إلى توسيع نطاق خدماتها خلال السنوات القادمة عبر إطلاق رحلات فضائية متقدمة تشمل مدارات أعلى وزيارات قصيرة لمحطات فضائية مستقبلية قيد الإنشاء، كما تدرس الشركة إدخال مفاهيم جديدة مثل الإقامة المؤقتة في الفضاء وإجراء تجارب علمية سياحية بالتعاون مع وكالات الفضاء العالمية، مما يعزز ريادة الإمارات في تقديم تجارب فريدة على المستوى العالمي.
ردود الفعل المحلية والعالمية
لقيت أول رحلة سياحية فضائية إماراتية ترحيبًا واسعًا محليًا ودوليًا، حيث أثنت شخصيات بارزة في مجال الفضاء على جودة التنظيم ومستوى الأمان العالي، كما عبر المشاركون عن انبهارهم بالتجربة ووصفوها بأنها غيرت نظرتهم للحياة على الأرض، فيما أكدت وسائل الإعلام العالمية أن هذه الخطوة التاريخية تضع الإمارات في طليعة الدول الرائدة في قطاع السياحة الفضائية الناشئ.