أكدت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف والمتخصصة في الشأن الآسيوي، أن بكين ترى في الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا لاستقرار منطقة الشرق الأوسط. وأوضحت أن الصين تنظر إلى هذه الأحداث بقلق بالغ، لما لها من تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، وعلى المصالح الصينية الاستراتيجية في المنطقة.
وفي تصريحات خاصة، أوضحت الدكتورة حلمي أن الصين عبّرت عن قلقها العميق من تداعيات هذا التصعيد، خاصة على حركة الملاحة البحرية والنقل البحري عبر قناة السويس ومضيق باب المندب. وشددت على أن هذا الهجوم قد يعطل حركة التجارة العالمية ويضر بالمصالح الصينية الاستراتيجية في المنطقة وحول العالم، حيث تعتمد بكين على هذه الممرات المائية الحيوية في نقل البضائع والطاقة.
وأضافت أن وزارة الخارجية الصينية دعت جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والتحرك بشكل يخدم السلام والاستقرار الإقليميين، مشيرة إلى استعداد بكين للعب دور بنّاء في تهدئة الأوضاع المتوترة عقب الهجوم الإسرائيلي على طهران. وأكدت أن الصين تسعى جاهدة للحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتؤمن بأهمية الحوار والدبلوماسية في حل النزاعات.
وأشارت نادية حلمي إلى أن التحليل الصيني الرسمي للبيان الأمريكي الصادر عقب الهجوم جاء رافضًا لمشاركة الولايات المتحدة في العملية، حيث وجّهت بكين اتهامات مباشرة لواشنطن، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في الضربات التي طالت السيادة الإيرانية. وأكدت أن هذه الخطوات العدائية لم تكن لتتم دون تنسيق مسبق ودعم مباشر من الجانب الأمريكي، وأن هذا الدعم يزيد من تعقيد الوضع ويهدد الأمن الإقليمي.
واختتمت الدكتورة نادية حلمي بالإشارة إلى أن الصين طالبت المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، بتحمّل مسؤوليته في وقف العدوان الإسرائيلي السافر ضد إيران، داعية إلى تحرك عاجل لاحتواء الموقف ومنع المزيد من الانفجار في منطقة شديدة الحساسية. وأكدت أن الصين ستواصل جهودها الدبلوماسية من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وستعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف.
وكانت الصين أدانت بشدة الهجوم العسكري الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهداف داخل إيران، واعتبرته تصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن الإقليمي والدولي. وشددت على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأن حل النزاعات يجب أن يتم عبر الحوار والدبلوماسية وليس بالقوة العسكرية.