أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانه الثاني بشأن تفاصيل عملية "الوعد الصادق 3"، والتي استهدفت مواقع داخل إسرائيل. وأكد البيان استخدام مزيج من الأنظمة الدقيقة والذكية في استهداف المراكز والقواعد الجوية الإسرائيلية. تأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان سابق للحرس الثوري عن تنفيذ العملية ردًا على ما وصفها بالضربات الإسرائيلية. وتصاعدت حدة التوتر بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف إقليمية ودولية بشأن احتمال تصعيد أوسع.

 

أوضح الحرس الثوري في بيانه أن العملية استهدفت "المراكز العسكرية والقواعد الجوية التي كانت مصدر العدوان الإجرامي على بلدنا، وكذلك المراكز الصناعية العسكرية التي استخدمها جيش الكيان الصهيوني لإنتاج الصواريخ وغيرها من المعدات والأسلحة العسكرية لارتكاب الجرائم ضد الشعوب المقاومة في المنطقة، وخاصة الشعب الفلسطيني وغزة المضطهدة، إلى جانب أهداف عسكرية أخرى في عمق الأراضي المحتلة". وأشار البيان إلى أن وحدات الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للقوة الجوية للحرس الثوري الإيراني هي التي نفذت الهجمات. لم يقدم البيان تفاصيل محددة حول المواقع التي تم استهدافها أو حجم الأضرار التي لحقت بها.

 

شدد البيان على أن "التقارير الميدانية وصور الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخباراتية المعترضة تشير إلى أن عشرات الصواريخ الباليستية أصابت أهدافًا إستراتيجية بفعالية، ورغم ادعاءات اعتراضها، فشل العدو في مواجهة موجات الهجمات الصاروخية التي شنتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وأضاف الحرس الثوري أن عملية "الوعد الحق 3" تأتي "استجابة لأمر قائد الثورة الإسلامية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ومطالب الشعب الإيراني النبيل". يأتي هذا التأكيد في ظل تزايد الضغوط الداخلية على الحكومة الإيرانية للرد على الهجمات الإسرائيلية.

 

وأكد الحرس الثوري الإيراني أن "هذه العملية تم تنفيذها بشكل قوي وعدواني وبالتنسيق مع كافة القوات المسلحة وأجهزة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورسالتها الرئيسية هي أن أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الخط الأحمر للقوات المسلحة". يعكس هذا التصريح تصميم إيران على حماية مصالحها وأمنها القومي، ويوجه رسالة واضحة إلى إسرائيل وحلفائها. وجاء في البيان:

"بعد الإعلان الأولي عن التنفيذ الناجح لعملية ”الوعد الحق 3" ضد المواقع الإستراتيجية للكيان الصهيوني، فإننا نضع تحت تصرف الشعب الإيراني النبيل والشعوب الحرة في العالم بعض تفاصيل هذه العملية".

 

في المقابل، لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا فوريًا على بيان الحرس الثوري الإيراني. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن عملية واسعة النطاق أُطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، زاعمًا أنها استهدفت أهدافًا عسكرية ومواقع للبرنامج النووي الإيراني. تستمر التوترات بين إيران وإسرائيل في التصاعد، مما يزيد من المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي. وتراقب القوى الدولية الوضع عن كثب، وتدعو إلى ضبط النفس وخفض التصعيد.