في تطور مفاجئ لم يكن في حسبان أغلب المتابعين، خطف النجم الفرنسي عثمان ديمبلي الأضواء وتصدر ترتيب سباق جائزة الكرة الذهبية لعام 2025، متفوقًا على نخبة من أبرز نجوم اللعبة، أبرزهم محمد صلاح ولامين يامال ورافينيا.
عثمان ديمبلي يربك التوقعات ويتصدر سباق الكرة الذهبية 2025
هذه المفاجأة قلبت الموازين، خاصة بعد غياب الفائز السابق رودري عن المشهد بسبب الإصابة، ما فتح الباب واسعًا أمام أسماء جديدة لإثبات أحقيتها بالجائزة الفردية الأهم في عالم كرة القدم.
ديمبلي يشعل المنافسة بالأداء الأوروبي
ما قدمه ديمبلي مع باريس سان جيرمان هذا الموسم جعل الجميع يعيد النظر في تقييمه؛ لم يكن مجرد جناح مهاري، بل كان ركيزة أساسية في الإنجازات التي حققها الفريق الفرنسي، خصوصًا في دوري أبطال أوروبا.
بفضل أهدافه الحاسمة وتمريراته القاتلة، نجح في قيادة باريس إلى نهائي دوري الأبطال لأول مرة منذ سنوات، ليتصدر بعدها سباق "البالون دور" وفقًا لتصنيف موقع "جول" العالمي بنسبة تصويت بلغت 33.33%.
لامين يامال.. موهبة مذهلة تطرق أبواب التاريخ
رغم خيبة خروج برشلونة من نصف نهائي دوري الأبطال، إلا أن النجم الشاب لامين يامال لم يفقد بريقه، حيث احتل المركز الثاني بنسبة تصويت بلغت 22.22%.
يامال البالغ من العمر 17 عامًا، قدم موسمًا استثنائيًا على كافة المستويات، سجل خلاله 16 هدفًا وصنع 25 تمريرة حاسمة، وتُوج مع برشلونة بلقبي كأس الملك وكأس السوبر الإسباني؛ وفي حال فاز بالجائزة، فسيصبح أصغر لاعب يحققها منذ أكثر من سبعة عقود، ما يعكس حجم الإنجاز الذي بات على مقربة منه.
رافينيا، نجم برشلونة الآخر، عاش موسمًا فرديًا ممتازًا من حيث الأرقام، إذ سجل 37 هدفًا وصنع 25 تمريرة حاسمة، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على الزخم الذي بدأ به الموسم؛ خروج الفريق الكتالوني من نصف نهائي دوري الأبطال أثر على حظوظه بشكل كبير، ليحل ثالثًا في الترتيب العام رغم تألقه المحلي ومساهمته الكبيرة في تتويج فريقه بلقبين.
حارس المرمى الإيطالي جيانلويجي دوناروما اقترب هو الآخر من كتابة اسمه في تاريخ الجائزة، بعدما قاد باريس سان جيرمان إلى إنجازات محلية وقارية.
تألق دوناروما اللافت في دوري الأبطال وقيادته للفريق للتأهل إلى النهائي، إلى جانب فوزه بالدوري الفرنسي وكأس الأبطال، جعله في المركز الرابع ضمن قائمة المرشحين.
وفي حال توج باريس بالثلاثية، قد يصبح دوناروما أول حارس مرمى يفوز بالجائزة منذ أن فعلها الأسطورة السوفييتية ليف ياشين عام 1963.
محمد صلاح.. بداية قوية ونهاية محبطة
النجم المصري محمد صلاح بدأ موسمه بقوة، وتمكن من تسجيل 36 هدفًا وصناعة 24 تمريرة حاسمة، ونجح في قيادة ليفربول لحصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن الغيابات المؤثرة، وعلى رأسها غيابه عن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية، إضافة إلى الخروج المبكر من دوري الأبطال، أضعفت حظوظه في الفوز بالجائزة.
ورغم ذلك، ما زال صلاح يملك فرصة تاريخية ليصبح أول لاعب أفريقي يحقق الكرة الذهبية منذ جورج وياه عام 1995، وهو إنجاز يليق بمشواره الكبير في أوروبا.
تميز عام 2025 بغياب البطولات القارية والدولية الكبرى مثل كأس العالم أو كأس الأمم، ما جعل تقييم اللاعبين يعتمد بشكل شبه كامل على أدائهم مع أنديتهم، سواء في الدوريات المحلية أو البطولات الأوروبية.
هذا الواقع ساهم في تصدر أسماء لم تكن في الصدارة سابقًا، وأعاد تشكيل المشهد الكروي، مما جعل الجائزة هذا العام أكثر انفتاحًا من أي وقت مضى.
ورغم التصنيفات الحالية، إلا أن السباق نحو الكرة الذهبية لم يُحسم بعد، فنهائي دوري الأبطال، وختام المنافسات المحلية قد يقلب الطاولة مجددًا ويمنح الأفضلية لمن يحسم اللحظات الكبرى.