عقب الهزيمة المفاجئة لنادي النصر أمام الاتحاد بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في واحدة من أبرز مواجهات الدوري السعودي للمحترفين، تصاعد الجدل في أوساط جماهير "العالمي"، وانقسمت الآراء ما بين من حمّل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مسؤولية السقوط، ومن دافع عنه معتبرًا أن الهجوم عليه غير عادل.
هل يتحمل رونالدو مسؤولية خسارة النصر أمام الاتحاد؟.. جماهير غاضبة وآراء تدافع
الهزيمة لم تكن عادية، فقد جاءت في وقت حرج بالنسبة للنصر، الذي كان يطمح للحفاظ على حظوظه في مطاردة المتصدر الاتحاد؛ ومع توقف رصيده عند 60 نقطة، باتت آمال المنافسة على اللقب شبه مستحيلة، وهو ما أشعل الغضب الجماهيري وفتح باب النقد على مصراعيه.
كريستيانو في مرمى النيران
رغم أن رونالدو سجل 23 هدفًا حتى الآن ويتصدر قائمة هدافي الدوري، إلا أن بعض الجماهير لم تتردد في توجيه الانتقادات له، معتبرين أن وجوده في الفريق بات عبئًا أكثر من كونه ميزة، خاصة في المباريات الكبيرة التي تحتاج إلى الحسم والخبرة.
وقد تصاعدت المطالبات بعدم تجديد عقده، بل ورحيله مع نهاية الموسم، خصوصًا أن النجم البرتغالي بلغ عامه الأربعين؛ الهلال أشار إلى أن النصر تقدم بهدفين في المباراة وظهر بصورة جيدة في معظم أوقات اللقاء، قبل أن تنهار دفاعاته بشكل مفاجئ خلال دقائق معدودة، ما أدى لقلب الطاولة من جانب الاتحاد.
هل رونالدو مسؤول عن أخطاء الدفاع؟
الإعلامي سعيد الهلال تساءل بطريقة ساخرة:
"هل كان رونالدو هو من ارتقى فوق المدافعين وسجل برأسه؟ هل كان هو من سمح للاعبي الاتحاد بالمرور والتسجيل دون مقاومة؟"
مضيفًا أن الهجوم على رونالدو أصبح "عادة" لدى البعض، رغم أن الخلل الحقيقي يكمن في منظومة الفريق، خاصة في الشق الدفاعي الذي تكررت فيه الأخطاء.
كما انتقد الهلال الأصوات التي تحدثت عن عدم مشاركة رونالدو في "الهوشة" التي وقعت داخل الملعب بين اللاعبين، قائلًا
أزمة النصر الحقيقية.. ليست في الملعب فقط
وفي تحليله لأسباب تراجع نتائج الفريق، لفت الهلال إلى أن المشكلة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر. فالفريق، بحسب رأيه، يفتقر للاستقرار الإداري منذ رحيل الرئيس السابق سعود السويلم، وشهد النادي تغيّر أربعة رؤساء خلال فترة قصيرة، وهو ما انعكس سلبًا على بناء الفريق وثقافته التنظيمية.
بدوره، علق الإعلامي محمد الدويش على الوضع داخل النصر من زاوية أخرى، معتبرًا أن رونالدو ليس المشكلة، بل إنه أفضل لاعب في الفريق حتى الآن من حيث الأرقام واللياقة.
ومع ذلك، لم يعفي الدويش قائد الفريق من بعض الانتقادات، مشيرًا إلى أن بعض تصرفاته، مثل السخرية من زملائه خلال المباريات، قد تكون أحد أسباب ضعف التجانس داخل المجموعة.
ردود فعل الجمهور النصراوي على منصات التواصل كشفت حالة من الإحباط، مع انقسام واضح في الرؤى. فهناك من يرى أن بقاء رونالدو يمثل عبئًا ماديًا وفنيًا، ويطالب برحيله لفتح المجال أمام لاعبين أصغر سنًا وأكثر جماعية.
بينما ترى فئة أخرى أن "الدون" ما زال يقدم الكثير، ويكفيه أنه يتصدر ترتيب الهدافين في سن الأربعين، في دوري بات من أكثر الدوريات تنافسية على مستوى آسيا.
بعيدًا عن الأسماء والنجوم، يبدو أن النصر بحاجة إلى وقفة شاملة تعيد ترتيب الأوراق، سواء على مستوى الإدارة أو الجهاز الفني أو حتى اللاعبين. تحميل رونالدو وحده مسؤولية الخسارة قد يكون مخرجًا سهلاً لكنه بعيد عن الحقيقة.
ففي كرة القدم، لا يُبنى النصر ولا تُصنع الهزيمة برجل واحد، بل هي مسؤولية جماعية، تبدأ من الإدارة وتنتهي عند آخر لاعب في الدكة.