في خطوة مفاجئة تحمل دلالات قوية على الدعم الحكومي للرياضة في تنزانيا، أعلنت رئيسة البلاد، سامية سولوهو حسن، عن توفير طائرة خاصة لنقل بعثة نادي سيمبا إلى المغرب، استعداداً لمواجهة نهضة بركان في نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، المقرر إقامته يوم السبت الموافق 17 مايو الجاري بمدينة بركان المغربية.

 

دعم رئاسي استثنائي لنادي سيمبا قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان

وأكد وزير الثقافة والفنون والرياضة التنزاني، بالاماجامبا كابودي، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، أن هذا القرار الرئاسي يأتي تقديراً لما حققه نادي سيمبا من إنجاز تاريخي بوصوله إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، مشيراً إلى أن الدولة تسعى لتوفير كل سبل الراحة للفريق من أجل التفرغ والتركيز الكامل على اللقاء المرتقب.

 

وأوضح كابودي أن التنقل عبر طائرة ركاب عادية كان سيجبر الفريق على السفر في رحلات متعددة قد تستغرق وقتاً طويلاً، مما كان سيؤثر سلباً على حالة اللاعبين البدنية والذهنية، لذا جاء قرار رئيسة الجمهورية ليوفر رحلة مباشرة ومريحة تضمن وصول الفريق بأفضل جاهزية ممكنة.

 

ويعد هذا الدعم الرئاسي هو الأول من نوعه بهذا المستوى، ويعكس حجم الآمال المعلقة على الفريق التنزاني في تحقيق إنجاز قاري طال انتظاره، خاصة بعد أن فشل غريمه التقليدي، نادي يانغ أفريكانز، في انتزاع اللقب الموسم الماضي عندما خسر النهائي أمام اتحاد العاصمة الجزائري.

 

إنجاز تاريخي في الأفق

نادي سيمبا تمكن من بلوغ نهائي كأس الكونفدرالية بعد أداء لافت في الأدوار السابقة، توّجه بإقصاء فريق ستيلينبوش الجنوب إفريقي في نصف النهائي، ليضع نفسه أمام فرصة ذهبية لإهداء تنزانيا أول لقب إفريقي على مستوى الأندية.

 

ومن المقرر أن تقام مباراة الذهاب في المغرب بتاريخ 17 مايو، على أن تجرى مواجهة الإياب بعد أسبوع في العاصمة التنزانية دار السلام، حيث يأمل الجمهور المحلي أن يحتفل بالتتويج على أرضه.

 

نهضة بركان.. خصم عنيد وتاريخ حافل

وفي المقابل، يستعد نهضة بركان المغربي لخوض النهائي القاري الخامس في تاريخه، ساعياً لتحقيق لقبه الثالث في المسابقة ويدخل الفريق المغربي اللقاء بثقة كبيرة، لا سيما بعد تتويجه مؤخراً بلقب الدوري المغربي للمرة الأولى، مما يعكس قوته هذا الموسم واستقراره الفني والإداري.

 

ويمتلك نهضة بركان خبرة واسعة في مثل هذه المباريات الكبرى، حيث سبق له الفوز بلقب كأس الكونفدرالية مرتين من قبل، ويطمح هذه المرة لزيادة رصيده ومواصلة فرض هيمنته القارية.

 

دعم جماهيري ورسمي غير مسبوق

الشارع التنزاني يعيش أجواء حماسية غير مسبوقة، مع اقتراب موعد المباراة النهائية، إذ تزينت شوارع دار السلام بصور لاعبي الفريق وألوان النادي، بينما تعالت الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم سيمبا بكل الوسائل الممكنة.

 

ولم يقتصر الدعم على المستوى الرسمي فقط، بل شهدت مواقع التواصل حالة من الفخر الوطني، حيث اعتبر الكثير من المواطنين أن تأهل سيمبا لهذا الدور يعكس تطور الكرة التنزانية وقدرتها على مقارعة كبار القارة.

 

يدرك الجهاز الفني لنادي سيمبا أن الفوز بهذا اللقب سيدخل النادي في صفحات التاريخ، وسيمنح دفعة قوية للكرة التنزانية على كافة الأصعدة، سواء من حيث الاستثمارات أو الاهتمام الدولي.

 

كما سيمنح الفوز بالبطولة الفريق فرصة المشاركة في كأس السوبر الإفريقي، وربما تمثيل القارة في بطولات عالمية مستقبلًا، وهو ما يجعل من هذه المواجهة معركة كروية مصيرية بكل المقاييس.

 

يترقب عشاق الكرة الإفريقية مباراة من العيار الثقيل بين ناديين يحمل كل منهما طموحات مختلفة، فسيمبا يسعى لصناعة التاريخ من بوابة أول لقب، بينما يطمح نهضة بركان لتعزيز سجله الذهبي بلقب جديد وبين طموح تنزانيا وآمال المغرب، يبقى ملعب بركان مسرحًا لأحداث قد تغير شكل الخريطة الكروية في القارة.