بصورة مؤثرة وتعليق صادق ينبض بالفخر، احتفت الصفحة الرسمية للدوري الإنجليزي الممتاز بالنجم المصري محمد صلاح، بعد موسم استثنائي جديد توّج خلاله بكل شيء ممكن.
محمد صلاح... من أحلام غرفة بسيطة إلى عرش البريميرليج
حملت الصورة وجهين من الزمن: صلاح بقميص المقاولون العرب في بداياته، يجلس في غرفته البسيطة، وخلفه صورة المهاجم المصري الأسطوري حسام حسن في التسعينيات أما التعليق، فكان عنوانًا للحكاية: "أحلام الماضي أصبحت واقعًا يا ملك" جملة واحدة لخصت سنوات من التعب، الكفاح، والعبور من الأحلام الصغيرة إلى قمة الكرة العالمية.
أنهى صلاح موسمه التاريخي متربعًا على صدارة قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024-2025، مسجلًا 29 هدفًا، متفوقًا على كبار هدافي العالم، وعلى رأسهم ألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل، وإيرلينج هالاند مهاجم مانشستر سيتي بتلك الأرقام، حسم صلاح جائزة الحذاء الذهبي للمرة الرابعة في مسيرته، بعد تتويجه بها في مواسم 2017-2018، 2018-2019، و2021-2022، ليعادل بذلك الرقم القياسي المسجل باسم الأسطورة الفرنسية تييري هنري، كأكثر اللاعبين تتويجًا بالجائزة في تاريخ المسابقة.
رحلة صلاح لم تكن مفروشة بالورود، بل محفوفة بالتحديات والاختبارات، بدءًا من قرى مصر البسيطة إلى مدرجات أنفيلد الصاخبة طفل يحمل حقيبته من بسيون إلى القاهرة، ثم ينطلق إلى سويسرا، ومن هناك يبدأ الصعود الأوروبي المدروس، حتى يصبح اليوم أحد أعظم لاعبي الكرة في العالم، وأسطورة حقيقية في الدوري الأقوى والأصعب.
ما ميز هذا الموسم لم يكن فقط عدد الأهداف، بل تأثيره الهجومي الكامل، حيث ساهم صلاح في أكبر عدد من الأهداف بين جميع لاعبي الدوري، سواء بالتسجيل أو الصناعة أصبح قائدًا ميدانيًا بكل معنى الكلمة، يجمع بين الذكاء، الحسم، والخبرة التي تجعله دائمًا حاضرًا في لحظات الحسم.
الاحتفاء الرسمي من رابطة الدوري لم يكن مجرد تهنئة، بل اعتراف عميق بمكانته الرمزية والفنية، وبأن مسيرته ليست فقط رياضية بل ملهمة أيضًا صورة واحدة جمعت بين الماضي والحاضر اختصرت حكاية لاعب ألهم جيلًا كاملًا داخل مصر وخارجها، وأثبت أن العظمة لا تصنعها الظروف بل تصنعها الإرادة.
ما فعله صلاح هذا الموسم يعزز من مكانته كأسطورة عربية في الملاعب الأوروبية، ويؤكد أن استمراريته في القمة لم تأتِ صدفة، بل نتيجة انضباط وتطوير مستمر، وقدرة نادرة على تجاوز كل الضغوط والاحتفاظ بنفس الجوع للتسجيل والنجاح، موسمًا بعد آخر.
اليوم لم يعد محمد صلاح مجرد لاعب عربي ناجح في أوروبا، بل صار رمزًا عالميًا لتخطي المستحيل وصورته في غرفته البسيطة تظل تذكيرًا خالدًا بأن كل نجم كبير بدأ من مكان متواضع، وكل حلم يمكنه أن يُولد في أحياء عادية، بشرط أن يُغذى بالإصرار، وأن يُحاط بالعمل الدؤوب.
وبينما أسدل الستار على موسم استثنائي جديد، يبقى صلاح رقمًا صعبًا في المعادلة الكروية العالمية، وأحد أهم أعمدة ليفربول في السنوات الأخيرة، ورمزًا يستحق كل الاحتفاء.